أحبُّ وجودك قربي
- Haya
- Aug 15, 2021
- 2 min read
Updated: Oct 9, 2021

أحب وجودك قربي بالليل ، حبيبي
متخفيًا بنومك، ليلي بإهتمام
بينما أفكك مخاوفي وكأنها شباك ملتويه
ينسحب قلبك ليبحر في عالم الأحلام
لكن جسدك يرفض الانسحاب ويبقى مستلقيًا بجواري
يتنفس باحثَا عني من دون أن يراني
بينما أنا أحقق حلمي برؤيتك
كالنبتة التي تثمر بنفسها في العتمة
ترتفع بأنفاسك، غدًا ستكون الشخص الآخر، حيًا في الفجر
لكن هنا على حدود الليل الضائعة في منطقة ما بين الحضور والغياب
نقابل أنفسنا على حقيقتها
يبقى شيء ما يسحبنا لنور الحياة
وكأن الظلال أطبقت على مخلوقاتها السرية بالنار
يكتب نيرودا بصيغة المتكلم و يتحدث عن مدى حبّه وامتنانه لكونه قريبًا من حبيبته في مكان يتخلى فيه عن كل همومه، و يستمتع بكل لحظة تكون هي نائمة بجواره لمعرفته أنه عندما يستيقظ فسيكون بجانبها.
عندما تقرأ هذه السطور يمكنك سماع الأنفاس الهادئة لشخص ينام نومًا عميقًا ، تسمعه يتنفس ويزفر، وترى بجانبه حبيبه المستلقي ،مرتاح لمجرد التفكير في مدى حظه في أن يكون قريبًا من الشخص الذي يحبه.
يستخدم نيرودا تشبيه بليغ في " بينما أفكك مخاوفي وكأنها شباك ملتويه" ويقارن المخاوف بشبكة مترابطة تتفكك بسهولة حينما يستلقي بجوار من يُحب.
نغمة هذه القصيدة حالمة لأن الشاعر يجسد شعوره الحنون ومعرفته بأنه محظوظ لوجود شخص مثلها في حياته، يتحدث عن قلبها الذي يبحر في أحلامه ، ويتحدث عن جذبهما إلى النور وهذا يزيد الحالة المزاجية الحالمة في النص.
كيف أنها ستقوم وتكون في الصباح شخصًأ آخر، يسعى في الحياة ! "غدًا ستكون الشخص الآخر، حيًا في الفجر" أظن أنه فُتن بهذه الفكرة، أن النائمة بجانبه لديها كيان وهوية تظهر وقت صحوها رغم أنه يراها الآن كشيء من الحلم، نوم، سلام، كالأطفال، كالملائكة حالة من السكون والتخدّر!
.والنوم هنا يجسد أضعف لحظات الأنسان عندما يكون غير واعٍ بما حوله يطفو في عالم الأحلام. مع كل سطر ينجح نيرودا في وصف الجو المتخدر والساكن بكلمات عذبة وصادقة تدل على استمتاع الحبيب بوجود حبيبته، وهي بالنسبة له حالة الإبتهال للنعمة والتلذذ بها.
موضوع هذه القصيدة هو الشعور بالنعمة. نعمة أن تكون قادرًا على مشاركة من تُحب وقته. النص عذب وحنون وحالم بشكل آسر لأن الكاتب يتحدث عن روعة شعوره بوجود حبيبته حوله حتى وهي نائمة.
واجهتني بعض الصعوبات في الترجمة لم أجد أي ترجمة عربية للنص حتى الآن
لكنني درسته وراجعته مرات كثيرة من مصادر مختلفة (ذلك يرجع لدهشتي من الجو الطاغي على النص ونجاح نيرودا في وصفه لحالة الإبتهال والسكينة في نوم محبوبته).
اتخذت عدة خيارات أرجو أن أكون وفقت بها،أرجو أن تنال إعجابكم وشكرًا جزيًلا لكل من قرأ لي حرفًا واحدًا.
إذا تذكرتم شخصًا ما وأنتم تقرأون، شاركوهم هذا الجمال فهم يستحقونه ولا تنسوا نعمة أن تعرفوا أرواحًا فتسكنو إليها،
وإلى اللقاء!






Comments