الملائكة والتوت الأزرق
- Haya
- May 7, 2022
- 3 min read

الملائكة والتوت الأزرق
بقلم : تارا كامبل
مترجم باختصار وتصرف: هيا
قد تتساءل يومًا ما " لمَ السماء زرقاء؟" ... وإن عبرت عما يدور بخلدك ستصلك الإجابة معتمدةً على من سألت!
فإن سألت راشدًا سيكون الجواب متمحورًا حول ارتداد الضوء في جزئيات الهواء وعن عملية امتصاص موجات ألوان معينة وطرد موجات أخرى أما الدرجات التي تنجو عمليات الطرد والإمتصاص والتي يمكننا أنا وأنت رؤيتها منعكسةً في السماء هي درجات الزُرقة.
فإن تعمقت وسألت عالمًا ستحصل على الجواب نفسه ولكنه سيكون مفصلًا بطريقة أصعب وبصبغة علمية معقدة ولكن مقنعة.
أما لو سألت كاتبًا فستختلف الإجابة كل مرة!
قد يجيبك كاتبٌ ما، أن صبغة السماء الزرقاء ليست إلا ألوان طلاء يلعب بها الأطفال، فعندما يلونون باللون الأزرق تتلاشى جزئيات اللون وتنتشر في الهواء متعلقةً بالسماء صابغةً إياها بالأزرق البهيّ. فحتى وإن بهتت زرقة السماء مع مرور الساعات ستبقى زرقاء زرقتها طالما كان هنالك أطفال يعبثون بالألوان.
قد تصلك إجابة أخرى من كاتب آخر! عن مخلوقات القطب الجنوبي والشمالي الغريبة، فالسماء تمتد زرقتها حتمًا من لون عيون تلك المخلوقات. فعندما يحدقون عاليًا تعكس السماء زرقة عيونهم ليراها العالم أجمع. ربما لم تسمع أبدًا عن هذه المخلوقات القطبية لأنها تختبئ وتخفي آثارها عن الأقمار الصناعية والمستكشفين. فلا يبقى لنا منهم أثر إلا انعكاس أعينهم الذي نراه في السماء.
لكن الإجابة التي أومن بها غير ذلك. إن سألتني عن زرقة السماء فسأجيبك بتفسير الملائكة والتوت الأزرق.
فكما تعرف التوت الأزرق طعام الملائكة المفضل. هم لا يحبون شيئًا كحبهم له، والتوت فاكهة لذيذة وطعام صحي وخفيف. ولكن ليست هنا المشكلة، المشكلة أن الملائكة يأكلونه بشراهة ويأكلون طوال اليوم. يمارسون طبعًا أشياءً غير ذلك فهم يعزفون ويغنون ويعتنون بالأطفال من خطر شرب المنظفات تحت المغاسل، لكن مازال لديهم المتسع من الوقت لقضم التوت - ففي نهاية المطاف حياتهم أبدية – و مع كل قضمة لحبة توت تتناثر أجزاء صغيرة من التوت في شتى أنحاء السماء.
والأسوأ من ذلك أن بعض الملائكة لا يحبون قشرة التوت فيقشرونها ويرمون بالقشرة وهذا لا يجعلهم مهملين – فتذكر أنهم يعلمون ما ينتظرهم من تنظيف والتقاط للقشور فيما بعد لكن الآن يطغاهم الكسل-.
تأكل الملائكة مع مرور اليوم الكثير والكثير من التوت الأزرق. فعندما تغرب الشمس يشق ضوءها الذهبي طريقه من بين لُب وعصير التوت مكونًا طيفًا من ألوانٍ حمراء وبرتقالية وصفراء أخاذّة. وكلما أكلوا أغمقت السماء وتصبغت بقشرة وحبيبات التوت الأزرق. تواصل الملائكة أكلها حتى تحجب الضوء من أن يصل إلى الأرض على الإطلاق. باستثناء الفجوات الصغيرة التي ينيرها القمر والنجوم. حتى أنه في بعض الأيام لا يبقى للقمر مكان فينزوي بعيدًا فنرى البدر رؤيتنا اليتيمة مرةً كل شهر.
وفي منتصف الليل يصُب الرب غضبه ويأمر الملائكة بتنظيف الفوضى. وطبعًا لأن الملائكة مطيعين ولا يرفضون أمرًا يبدأون بالتنظيف ولكن حالة الفوضى شديدة تتطلب المزيد من الوقت. يبدأون بالتنظيف وحينها تشق أجزاء صغيرة من الضوء طريقها عابرةً طبقة التوت. يبدأ الفجر وهم ينظفون ويمسحون ويشرق ضوء الصباح مع إزالتهم طبقة التوت لتشرق الشمس على الأرض مرة أخرى.
المعضلة هنا أن قشرة التوت تُلطخ ولا تستطيع الملائكة تنظيف الآثار تمامًا. ففي بعض الأيام ينظفون بعمق وتصبح السماء زرقاء سماوية اللون. ولكن في الأيام المشمسة ترى السماء ملطخة بطبقة التوت فتصبح زرقاء داكنة.
قد تتساءل الآن ماذا سيحدث لسمائنا إذا سئمت الملائكة التوت الأزرق. وماذا سيحدث لو بدأوا يأكلون توت العليق ؟ هل ستصبح السماء بنفسجية؟ وإن تناولوا الموز فهل سيصبغ مزيج قشورها الصفراء بزرقة السماء ويحولها إلى اللون الأخضر؟ وإن تولعوا بالليمون فهل يبّيض عصير الليمون الحارق كل هذه الألوان ويمحيها إلى الأبد؟ وإن حدث ذلك فهل سيصدق أحفادك أن السماء كانت يومًا ما زرقاء؟ أم أنهم سيعتقدون أنها أضغاث كاتب ساذج يحكي قصصًا عن الملائكة والتوت الأزق؟






Comments